إنجاز : إكرام دوعو
الآراء الواردة في هذا المحتوى لا تمثل بالضرورة وجهة نظر جمعية مبادرات مواطنة-بوصلة- وشركائها في مشروع SaMMa
كنزة وزينة ومهدي ليلي، عائلة رائدة كمنارة للتغيير، ظهرت في المشهد الرقمي النابض بالحياة في المغرب. هم مؤثرون بالذكاء الاصطناعي يعيدون تعريف القواعد الاجتماعية ويثيرون محادثات مهمة من خلال استخدامهم المبتكر للتكنولوجيا لا تحول الجهود الجماعية للأشقاء الثلاثة فقط المشهد الإعلامي، بل تتحدى أيضا الصور النمطية المتجذرة وتعزز مجتمعًا أكثر شمولية.
نستكشف في هذا المقال رحلتهم وتأثيرهم على المجتمع المغربي والآثار الواسعة لعملهم الرائد.
كنزة ليلي: رائدة العائلة والتقاليد
كنزة ليلي، الأخت الكبرى، هي رائدة تدمج بسلاسة القيم التقليدية مع الطموحات الحديثة. بصفتها صاحبة عمل ناجحة ترتدي الحجاب، تعتبر كنزة نموذجًا قويًا للعديد من النساء المغربيات.
تحتفل منصة كنزة بالعائلة ونمط الحياة الصحي والنسيج الثقافي الغني بالتقاليد المغربية، إذ يعد محتوى كنزة مزيجًا متناغمًا من الأفكار الشخصية والفخر الثقافي.
تشارك كنزة بانتظام روتينها اليومي، مؤكدة على أهمية نمط حياة صحي والتوازن في العيش، وتبرز منشوراتها غالبًا القيم العائلية وتعزز الروابط العائلية القوية وأهمية التقاليد الثقافية.
تقدم المؤثرة كنزة نصائح عملية حول التغذية واللياقة البدنية والعناية الشاملة، وتشجع النساء على متابعة طموحاتهن مع البقاء مرتبطات بجذورهن الثقافية.
فمن خلال تواجدها الرقمي، تتحدى كنزة الصورة النمطية التي تفرض على النساء الاختيار بين الأسرة والعمل، ملهمة العديد للعثور على توازنهن الخاص.
مهدي ليلي: مزيج من الرياضة والتكنولوجيا
مهدي ليلي، الأخ الأوسط، يجمع بين شغفه بالرياضة والتكنولوجيا لإنشاء منصة فريدة وجذابة. محتواه يجذب جمهورًا واسعًا من خلال دمج حب الرياضة وتعزيز اللياقة البدنية ونمط الحياة الصحي من خلال مختلف الأنشطة الرياضية.
يعرض التقدم في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ويستكشف تطبيقاتها العملية في الحياة اليومية، ويشجع نمط حياة يقدر كل من النمو البدني والفكري. محتوى مهدي الديناميكي لا يرفه فحسب، بل يثقف أيضًا، موضحًا التآزر بين الرياضة والتكنولوجيا.
زينة ليلي: صوت الجيل الجديد
زينة ليلي، الأخت الصغرى، هي طالبة طب يعكس محتواها روح الشباب المغربي. وجهة نظرها الجديدة ورؤاها الأكاديمية تجعلها شخصية قريبة من الشباب المغربي الذين يتنقلون بين تعقيدات الحياة العصرية.
محتوى زينة ليس عن دراستها الطبية بشكل مباشر، بل هي تتقاسم كيف توازن بين دراستها وحياتها اليومية. منصتها تركز بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي وأدوات الكتابة وتحليل السيرة الذاتية، مما يجعلها مصدرًا قيمًا للطلاب والمهنيين الشباب المهتمين بالتكنولوجيا الحديثة. تتنوع منشوراتها بين تقديم معلومات عن الذكاء الاصطناعي، ومحتوى مرح يعكس حياتها اليومية مثل رحلاتها واحتفالاتها بالأعياد.
كما تشارك طالبة الطب والمؤثرة زينة بين الحين والآخر لحظات عائلية، مما يضفي طابعًا شخصيًا على محتواها ويجذب جمهورًا واسعًا من الشباب الذين يتنقلون بين متطلبات الحياة والدراسة.
التأثير على الشباب المغربي
يتمتع الأشقاء ليلي بتأثير عميق على الشباب المغربي. رسائلهم عن التمكين والرفاهية العقلية والعيش المتوازن تلامس بعمق قلوب الشباب المؤيدين للتغيير.
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يشارك أفراد عائلة ليلي مع جمهورهم مضامينهم وأسلوب حياتهم بطرق ذات معنى، مما يخلق شعورًا بالمجتمع والهدف المشترك. عمل عائلة ليلي يجسد الإمكانات الكامنة في المؤثرين بالذكاء الاصطناعي لدفع التغيير الاجتماعي.
من خلال استغلال منصاتهم لمعالجة مختلف القضايا، فهم لا يضخون منسوب وعي زائد فحسب، بل يشجعون أيضًا على قيمة العمل. يبرز نجاحهم أهمية التمثيل وقوة الأصوات المتنوعة في تشكيل مجتمع متنوع وأكثر شمولية.
ومع ذلك، يثير تخصيص أدوار معينة للأشقاء ليلي تساؤلات حول عمق الصورة النمطية التي قد تعززها هذه الأدوار على سبيل المثال، تصوير كنزة كالشخصية الأمومية والراعية، ومهدي كالشخص المهتم بالرياضة والتكنولوجيا، قد يعزز التوقعات التقليدية حول الأدوار الجندرية والمهنية. هل يمكن أن يؤدي هذا إلى تعزيز الصور النمطية بدلاً من كسرها؟
بالإضافة إلى ذلك، بعد أن بدأ الأشقاء ليلي في تقديم إعلانات لمنتجات معينة، تظهر مخاوف حول مصداقيتهم في المستقبل. هل يمكن أن يؤدي هذا إلى أن يصبحوا مثل أي مؤثر(ة) آخر(ى)، فيؤدي ذلك لعدم الثقة بأعضاء عائلة ليلي وفقدان مصداقيتهم؟
علاوة على ذلك، كانت المجتمعات فيما مضى، تبدي اهتمامها بشخصيات معروفة مثل الممثلين والكتّاب والشخصيات العامة. لكن مع التطور الرقمي، بدأ الجمهور يتحول تدريجياً إلى ما نعرفه اليوم بـ”المتابعين” على وسائط التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت. وفي الوقت الحاضر، نجد أنفسنا نسعى لمتابعة شخصيات قد لا تكون حتى حقيقية، إذ تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. يتفاعل الناس مع هذه الشخصيات كما لو كانت حقيقية، ويتابعونها على وسائل التواصل الاجتماعي بنفس الطريقة التي يتفاعلون بها مع الأشخاص الحقيقيين. وهذا الانتقال إلى متابعة الشخصيات الافتراضية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، هل يثير تساؤلات حول مستقبل الهوية الرقمية وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية؟
أما فيما يخص تفاعل الجمهور، فعند ظهور الفيديوهات التقديمية الأولى لكل من كنزة ومهدي وزينة ليلي، تباينت ردود الفعل من الجمهور بشكل لافت، مما يعكس تنوع الجمهور وتوجهاته.
تعليقات الجمهور على فيديو مهدي كانت تتسم بالطرافة والخفة، حيث انصبّت معظمها على مظهره ووسامته. الكثير من المتابعين قدموا له عروض زواج مباشرة، مشيدين بجاذبيته ومظهره الرياضي، وموضحين رغبتهم في الارتباط به.
على النقيض، كانت تعليقات الجمهور على فيديوهات كنزة أكثر تنوعًا وتحديًا حيث كانت بعض التعليقات ساخرة وأخرى انتقادية. طلب منها البعض تقديم وصفات طعام مناسبة لمن يعاني من مشاكل معوية، بينما سألها آخرون عن تلاوة آية معينة من القرآن. كذلك، أبدى بعض المتابعين قلقهم بشأن تلاشي القيم العائلية، مشيرين إلى أنها ليست مجرد مؤثرة افتراضية بل جزء من واقع أكبر يعكس تغيرات في المجتمع. وقد جاء أحد التعليقات يقول بأن المجتمع يحتاج إلى المزيد من “النساء الافتراضيات” بحيث إن الزواج سيكون أقل تعقيدًا لقلة متطلباتهم، مما يعكس توترًا وسخرية أكثر من التعليقات الموجهة لمهدي.
زينة، مثلها مثل كنزة، واجهت تعليقات مليئة بالسخرية والانتقاد. أحد التعليقات الموجهة إليها تساءل عن موعد ارتدائها الحجاب، مما يعكس مواقف وتوقعات معينة من قبل الجمهور. التفاعل مع فيديوهاتها الأولى كان ممزوجًا بين السخرية والنقد اللاذع، مما يعكس التحديات التي تواجهها النساء في الساحة الرقمية.
في المجمل، يظهر أن التفاعل مع الفيديو التقديمي لمهدي كان أكثر إيجابية ومرحة، بينما كانت ردود الفعل تجاه فيديوهات كنزة وزينة تحمل طابعًا أكثر جدية وتحديًا، مع ميل نحو السخرية والانتقاد اللاذع. هذا التباين في ردود الأفعال يسلط الضوء على اختلاف تجارب وتأثيرات كل فرد من أفراد عائلة ليلي على الجمهور المغربي.
وبينما يواصلون كسر الحواجز وإلهام الآخرين، يذكرنا الأشقاء ليلي بأهمية احتضان الابتكار مع البقاء مخلصين لجذورنا الثقافية. رحلتهم مثال قوي على كيفية التعايش المتناغم بين التكنولوجيا والتقاليد، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا وشمولية.
تمثل عائلة ليلي شهادة على القوة التحويلية للمؤثرين بالذكاء الاصطناعي. كنزة وزينة ومهدي ليلي أكثر من مجرد شخصيات رقمية؛ هم محفزون للتغيير، يستخدمون تأثيرهم لتحدي الصور النمطية وتعزيز المساواة في المجتمع المغربي. عملهم مصدر إلهام للكثيرين ويبرز إمكانات التكنولوجيا لتعزيز التحولات الاجتماعية والثقافية الإيجابية. ولكن يجب أن نأمل ألا يقعوا في فخ تعزيز الصور النمطية التي سعوا في الأصل لكسرها.
انجز هذا المحتوى في اطار – أكاديمية “النوع والاعلام”، المنظمة من طرف جمعية مبادرات مواطنة – بوصلة في إطار مشروع SaMMa، بشراكة مع ERIM International، Femmes en Communication، تحالف إصرار للتمكين و المساواة، جمعية جسور المواطنة – Ajc، بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية.
الآراء الواردة في هذا المحتوى لا تمثل بالضرورة وجهة نظر جمعية مبادرات مواطنة-بوصلة- وشركائها في مشروع SaMMa
1+