“دار الطالبة بجماعة تديلي مسفيوة، فضاء حي يُسقى من عرق نساء مبادرات في المنطقة، حملن حلم تغيير واقع الفتاة و المرأة الشابة في المنطقة”
نساء شابات وصفن واقعهن بالمرير، اعتبرن تغييره شبه مستحيل، انقطعن عن الدراسة و استسلمن للقدر و القبيلة، منهن من قضت سنتين او اكثر في المنزل، اشبعت بالملل و اعتادها الحنين إلى الصف و إلى المدرسة.
“لم يكن اقناع والدي و اخي بفكرة الرجوع إلى المرسة امر سهل، لكنني نجحت في ذلك”، هذا ماصرحت به سلمى من دوار تغنبوشت جماعة تيديلي لفريق كش راديو خلال زيارته للمنطقة في اطار مشروع صدى أصوات النساء.
لخصت سلمى معاناتها و معاناة جل النساء الشابات من داخل منطقة تغنبوشت، معتبرة أن مشكل العقليات يشكل عائق اساسي امام تمدرس الفتيات، حيت يكرس لفكرة مفادها أن المنزل هو المكان الطبيعي للفتاة و أن مهامها تتلخص في القيام بالأشغال المنزلية و اتقانها يعتبر الغاية.
“من رحم المعاناة تولد المبادرات”، هكذا تكلمت السيدة نعيمة الفارسي، مديرة دار الطالبة بجماعة تيديلي مسفيوة، في حوار لها مع طاقم كش راديو، أكدت خلاله أن تغيير واقع منطقة تديلي الذي وصفته بالهش رهين بالنهوض بوضعية المرأة بصفة عامة و فتح امامها جميع فرص التعلم و التمكين، الشئ الذي يقتضي القضاء على ظاهرة الهدر المدرسي التي تمس بصفة خاصة النساء في منطقة تيديلي مسفيوة.
اشرافها و تسييرها لفضاء دار الطالبة لم يكن محل صدفة، جاء عن اقتناع تام بأهمية تمدرس الفتاة في العالم القروي.
نعيمة و غيرها من النساء في المنطقة يعملن جاهدات على توفير الظروف الملائمة و الشرورط اللازمة للفتيات المستفيدات من فضاء دار الطالبة، هن المربيات، هن الاستاذات، هن الامهات و هن المبادرات الحاملات هم التغيير، خلقن فضاء للإيواء أولا و للتعليم و التربية ثانيا.